ما هو البيع بالتقسيط؟ وما أهم شروطه وقواعده

البيع بالتقسيط هو طريقة البيع التي تسمح للمشتري بسداد ثمن السلعة المشتراة على شكل دفعات وخلال فترة زمنية طويلة. كما أنه يستخدم عندما لا يتم نقل الملكية بشكل كامل عند نقطة البيع من البائع إلى المشتري. إذًا ما هو البيع بالتقسيط وما هي شروط البيع بالتقسيط وقواعده. هذا ما سنتحدث عنه في مقالنا اليوم عبر منصة تجارتي. كما سنناقش هذا المفهوم وحكمه في الدين الإسلامي، بالإضافة إلى، مثال على بيع التقسيط المحرم، ومثال على بيع التقسيط الحلال. أيضًا سنقدم لك عزيزي القارئ شروط صحة البَيع بالتقسيط وطريقة البَيع بالتقسيط في قطاع العقارات. فلنتابع معًا.

ما هو البيع بالتقسيط

البيع بالتقسيط (بالإنجليزية Installment Sale): هو نوع من أنواع التمويل الذي يسمح فيه البائع للمشتري بسداد الدفعات على مدى فترات زمنية طويلة. إذ يستلم المشتري البضائع في بداية الفترة المحددة للتقسيط ثم يقوم بسداد دفعات منتظمة تمثل الأقساط على مدى فترات زمنية متفق عليها مسبقًا. كما أن هذه الطريقة مفيدة لدافعي الضرائب الذين يرغبون بتأجيل مكاسب رأس المال للسنوات المقبلة. 

مفهوم البيع بالتقسيط

البيع بالتقسيط هو عملية بيع السلع بثمن مؤجل يكون أعلى من ثمنها الحالي، ووفق مدة زمنية محددة. إذ يتم دفع أقساط محددة وفي أوقات محددة. وهو خيار يختاره الشخص الراغب بالشراء في حال عدم قدرته أو رغبته بدفع الثمن الكامل الحالي للسلعة. إنما يريد دفع الثمن على شكل أجزاء وخلال فترات زمنية لاحقة. لذلك يكون سعر البيع أعلى من السعر الحالي. حيث يقوم البائع بزيادة ثمن السلعة مقابل تأجيله لاستلام ثمنها الكامل.

كما أنه أحد أساليب الاعتراف بالإيرادات بموجب قواعد مبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا Generally Accepted Accounting Principles، أو GAAP. بمعنى آخر، يتم الاعتراف بالإيرادات والمصروفات في وقت تحصيل النقد، أو وقت التبادل النقدي، بدلاً من وقت البيع.

اقرأ أيضًا: تعريف التجارة | ماهي التجارة وما أنواعها

كيف يعمل البيع بالتقسيط

يعمل البَيع بالتَقسيط وفق طريقة التأجيل الجزئي للمكاسب الرأسمالية إلى سنوات ضريبية مستقبلية. حيث تستخدمه الشركات من أجل توزيع دخلها على فترات زمنية محددة، والمحافظة على الدخل ضمن شريحة ضريبية مرغوبة. هذا يسمح لها بحساب الإيرادات والمصروفات في وقت تحصيل النقد وليس في وقت البيع. من جهة أخرى يساعد هذا البيع المشتري على سداد الثمن من خلال دفعات منتظمة على شكل أقساط متضمنة للفائدة. أيضًا تستخدم هذه الطريقة في قطاعات الأعمال المختلفة، وأهمها العقارات. إذ يسمح هذا النهج بشراء العقارات ودفع ثمنها على شكل أقساط على مدى فترة زمنية طويلة. بحيث تكون الفائدة متناسبة مع عدد سنوات سداد الثمن. وبالنسبة للبائع، إذا تم الاعتراف بسعر البيع الكامل في السنة الأولى، سيؤدي ذلك إلى زيادة الدخل الخاضع للضريبة بشكل كبير.

اقرأ أيضًا: شرح مفهوم القيمة السوقية وكيف يتم تحديدها بدقة

شروط البيع بالتقسيط

تتضمن شروط البيع بالتقسيط ما يلي:

• شروط انعقاد عقد البيع بالتقسيط: هي الشروط المتعلقة بالبائع والمشتري، والتي يجب أن تتوفر لتوقيع العقد، وتتضمن:
  • أن يكون كل من البائع والمشتري عاقلًا وراشدًا.
  • وأن يكون الطرفان راضيين بالعقد.
• شروط التعاقد: وتتضمن شروطًا تخص صيغة العقد، وأهمها:
  • وجود القبول والإيجاب بين طرفي العقد.
  • كما يجب أن يتم القبول والإيجاب في جلسة واحدة.
  • بالإضافة إلى عدم وجود أية موانع لعملية البيع.
• شروط السلعة المعقود عليها: وهي شرط خاصة بالسلعة المباعة، وأبرزها:
  • أن تكون السلعة مملوكة من قبل البائع.
  • أن تكون السلعة موجودة مع البائع لحظة توقيع العقد.
  • أن تكون السلعة نافعة للشخص المشتري.
  • بالإضافة إلى تسليم السلعة من البائع إلى المشتري لحظة توقيع العقد.
• شروط صحة البيع: وهي الشروط التي لا بد من توافرها لصحة عملية البيع، وتتضمن:
  • ينبغي أن تكون جميع المعلومات الخاصة بالسلعة المباعة متوفرة ومعلومة، مثل: كميتها، وطبيعتها، ومواصفاتها، وثمنها، ومدة تسديده.
  • يجب أن يتم نقل الملكية من البائع إلى المشتري لحظة توقيع العقد.
  • أن يحقق البيع الفائدة للبائع وللمشتري، فلا يكون هنالك منفعة زائدة لأحد الأطراف على حساب الطرف الآخر.
• شروط نفاذ البيع: وهي الأمور التي يجب تحقيقها لنفاذ عملية البيع، وأهمها:
  • انتقال ملكية السلعة للمشتري. بحيث يحق له التصرف بها.
  • جميع الحقوق الخاصة بالسلعة تكون للبائع وتنتقل بمجرد توقيع العقد للمشتري، إذ لا يمكن بيع السلع المرهونة.
• شروط الالتزام: وتتضمن ما يلي:
  •  يجب أن تكون عملية البيع خالية من الشروط من قبل البائع؛ فإن فرض البائع شروط، يمكن فسخ العقد من قبل المشتري.
  • كما ينبغي أن يكون الالتزام بالعقد من قبل البائع والمشتري خالٍ من أي إكراه.

البيع بالتقسيط في الفقه الإسلامي

بيع التقسيط في الفقه الإسلامي هو صورة من صور بِيوع النسيئة التي يتم فيها تعجيل المَبيع وتأجيل الثمن. إذ إن بيع النسيئة يكون مؤجلًا لأجل واحد. بينما بَيع التَقسيط مؤجلًا لعدة آجال. كما يعرف على أنه بَيع الشيء بثمن مؤجل أعلى من ثمنه الحالي، بحيث يدفع على أقسَاط محددة في أوقات معلومة.

اقرأ أيضًا: كيفية بناء فريق عمل ناجح | 8 خطوات لإعداد فريق عمل ناجح واحترافي.

حكم البيع بالتقسيط

بيع التقسيط جائز وحلال ولا يوجد مانع فيه لدى جميع الأديان. إذ إن جماهير وعلماء الفقه الإسلامي يعتبرونه جائزًا كونه صورة من صور بَيع النسيئة الذي يعتبر جائزًا وحلالًا. على الرغم من حدوث نقاشات طويلة في هذا المجال ووجود بعض الآراء المعارضة لذلك. لكن الرأي الأخير كان في جواز بَيع التقسيط استنادًا إلى النقاط التالية:

• ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا). واستنادًا إلى ذلك يعتبر البَيع وفق أقساط معلومة وعلى فترات زمنية طويلة ووفق رضى الطرفين، خاليًا من الربا.
• أيضًا قال الله تعالى في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ). وانطلاقًا من ذلك، وجد العلماء أن البَيع بالتقسيط جائز وحلال، طالما يكون مكتوبًا ومحددًا بأجل مسمى.
• أما بالنسبة لجواز زيادة السعر وفق بَيع التقسيط فذلك استنادًا إلى الآية الكريمة التي تقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأكُلُوا أموَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بالبَاطِل إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ).

شروط صحة البيع بالتقسيط في الفقه الإسلامي

تتمثل شروط صحة البيع بالتقسيط في الفقه الإسلامي بما يلي:

• أول الشروط أن يكون كلًا من المتعاقدين البائع والمشتري، عاقلًا بالغًا وقت العقد، إذ لا يصح العقد من قبل فاقدي الأهلية أو القاصرين.
• يشترط أن يكون الشخص البائع مالكًا للسلعة التي يرغب ببيعها، ويجب أن تكون السلعة بحوزته وتحت تصرفه الكامل عند إجراء عقد البيع.
• يجب أن يكون البيع معلوم الأجل. بحيث يتم تحديد مدة التقسيط، وعدد الأقساط، ووقت تسديد كل قسط.
• كما ينبغي أن يتم تسليم السلعة المباعة للمشتري حالًا عند إجراء عقد البيع.
• أيضًا يجب أن يتم إنجاز عقد البَيع وآثاره تكون مترتبة فور توقيعه وصدوره، ولا يصح تأجيل عقد البَيع حتى تسليم جميع الأقساط.
• بالإضافة إلى ذلك، يشترط عدم إلزام الشخص المشتري بأية مبالغ إضافية أو غرامات زائدة عن المبلغ المتفق عليه أثناء توقيع عقد البيع.
• أخيرًا ينبغي على المشتري دفع الأقساط في وقتها المحدد، وعدم المماطلة في أداء الالتزامات المترتبة عليه.

متى يكون البيع بالتقسيط حرام

يكون البَيع بالتَقسيط حرامًا إذا اختلت شروطه التي تحدثنا عنها سابقًا. وأهم الحالات التي يكون فيها هذا البَيع حرام، هي:

• في حالة وجود فوائد الأقساط منفصلة عن ثمن السلعة المباعة في نص العقد.
• أيضًا عندما لا يتم تحديد طريقة دفع ثمن السلعة ومدة التقسيط بشكل واضح ومكتوب.
• كما يعتبر بَيع التقسيط حرامًا في حالة وضع المشتري أمام خيارين: الأول الدفع الفوري والثاني الدفع بالتَقسيط. والسبب أن ذلك يعتبر بيعين في بيع واحد وهو محرم.
• إلى جانب ذلك، يكون بَيع التقسيط حرامًا إذا كانت السلعة المباعة محرمة كالخمر مثلًا.
• من جهة أخرى، يكون حرامًا إذا كان هدف البَائع منه الربح المطلق، حيث يدخل ذلك في الرّبا.

مثال على بيع التقسيط الحلال

من الأمثلة على بَيع التَقسيط الحلال أي البيُوع التي يجوز التَقسيط فيها، ما يلي:

• بيع المنازل والشقق السكنية.
• بيع السيارات.
• بيع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية.
• بيع السلع والمواد الاستهلاكية.

طريقة البيع بالتقسيط في قطاع العقارات

تعتبر طريقة البَيع بالتقسيط شائعة في سوق العقارات، وتتضمن هذه الطريقة تلقى البائع سندًا إذنيًا من المشتري الذي يختار سداد دفعات متعددة منتظمة مع تقديم دفعة واحدة على الأقل بعد السنة الضريبية التي تم فيها البيع الأولي. أيضًا عند بيع العقارات، من الأفضل استخدام البَيع بالتقسيط للعقارات التي لا تتضمن رهونًا عقارية، وفي حالة استعداد البائع لتمويل عملية الشراء. هذا يخلق للبائع تدفقًا ثابتًا من الدخل على مدى عدد محدد من السنوات. كما يسمح ذلك بفرض ضريبة على البَيع بالتَقسيط، وليس البَيع الفوري. أيضًا إن كنت ترغب بطرح عقار في السوق سواء كان بناء أو أرضًا، ستكون لديك فرصة أفضل في العثور على مشترٍ جاهز إذا كنت على استعداد للبيع بالتقسيط.

اقرأ أيضًا: ما هي الخطة المالية؟ 8 خطوات لإعداد خطة مالية احترافية.

مزايا البيع بالتقسيط

تتضمن مزايا البَيع بالتقسيط بالنسبة للبَائع والمشتري ما يلي:

• تأجيل الضرائب بشكل جزئي مع تحسين التدفق النقدي.
• أيضًا الحفاظ على الدخل ضمن الشريحة الضريبية المرغوبة، وذلك من خلال توزيع الدخل على فترة زمنية طويلة.
• إلى جانب ذلك، يضمن البَيع بالتقسيط تجنب ارتفاع ضرائب الدخل الصافي للاستثمار، أو الحد الأدنى من الضرائب البديلة.
• والمحافظة على عمليات البيع المنخفضة بالشكل الذي يتيح للبائع الاستفادة من التخفيضات الضريبية الإضافية والتي لا تتوفر لأصحاب الدخل المرتفع.
• أهم المزايا التي يتمتع بها المشتري هي توفر الوقت اللازم لترتيب عملية التمويل ودفع ثمن السلعة التي قام بشرائها على فترة زمنية طويلة، وهكذا لا يحتاج إلى تأمين المبلغ الكامل قبل عملية الشراء.

عيوب البيع بالتقسيط

أهم عيوب البَيع بالتَقسيط هي:

• قد تكون عملية المحاسبة للبَيع بالتقسيط صعبة. كما من الممكن أن تكون فترة السداد طويلة بما يجعلها مكلفة وغير مجدية بالنسبة للبائع.
• كما أن هذه الطريقة تجعل البائع غير قادر على الوصول إلى قسم من رأس المال الذي استثمره في شراء الأصل. ثم بَاع الأصل بالتقسيط واختار استلام الثمن على دفعات لاحقة، هكذا لا يمكنه استرداد رأس المال على الفور.
• أيضًا يترتب على المشتري خسائر كبيرة ومساءلة قانونية في حالة فشله في السداد.

كيفية حساب معاملة البيع بالتقسيط

يمكن حساب معاملة البَيع بالتَقسيط من خلال ما يلي:

• وجود سجلات خاصة بمبيعَات التَقسيط ومنفصلة عن باقي المبيعَات. كما ينبغي تسجيل المستحقات المالية للمبيعَات بالتَقسيط بحسب السنة التي يتم دفعها فيها.
• كما ينبغي ربط الإيصالات النقدية بالدفعات التي يتم استلامها.
• أيضًا يجب تحويل الإيرادات إلى حساب الربح الإجمالي المؤجل في كل عام.
• حساب الربح الإجمالي بالنسبة لمبيعَات الأقسَاط خلال السنة المالية التي حدثت فيها.
• إضافة المبالغ المالية التي تم الحصول عليها من السنوات السابقة إلى مبلغ الربح الإجمالي.
• وفي نهاية كل سنة، يتم ترحيل إجمالي الربح المؤجل إلى السنوات اللاحقة.
• كما توجد ثلاث صيغ مهمة لحسابات مبيعَات الأقسَاط، وهي:
  • إجمالي الربح = سعر البيع – الأساس المعدل.
  • نسبة إجمالي الربح = إجمالي الربح / سعر البيع.
  • الربح المعترف به أو الخاضع للضريبة = (التحصيل النقدي باستثناء الفائدة) * نسبة إجمالي الربح.

حالات لا يسمح فيها البيع بالتقسيط

لا يمكن اتباع طريقة البَيع بالتقسيط لبَيع السلع التي تؤدي إلى خسارة. إذ لا يمكن استخدام هذه الطريقة في البيع على المخزون، أو الأسهم والأوراق المالية المتداولة. إلى جانب ذلك، يمكنك بيع الأصول القابلة للاستهلاك والإبلاغ عنها والتي تمثل دخلًا عاديًّا بموجب قواعد استرداد الإهلاك في سنة البيع.

المكاسب الإجمالية من البيع بالتقسيط

المكاسب الإجمالية من البَيع بالتَقسيط بالنسبة للبَائع هي المبلغ الذي يتجاوز به سعر بَيع العقار، الأساس المعدل أو قيمة العقار الحالية. كما تشمل المكاسب سعر البيع والقيمة السوقية العادلة للممتلكات التي قمت ببيعها. بالإضافة إلى المصاريف المرافقة للبيع التي يدفعها المشتري، وجميع الديون الحالية المترتبة على الممتلكات والتي يلتزم بدفعها المشتري.

أقرأ أيضًا: ما هي عروض CPA؟ وما أهم أنواعها؟ وكيف تختار عروض CPA مربحة جدا.

الأسئلة الشائعة