نظريات التجارة الدولية | أبرز نظريات التجارة الدولية الحديثة الحالية

نظريات التجارة الدولية | أبرز نظريات التجارة الدولية الحديثة الحالية

نظريات التجارة الدولية هي نظريات متعددة تشرح مفهوم التجارة الدولية الذي يعني تبادل السلع والخدمات بين طرفين في بلدين مختلفين. هذا التبادل الذي بدأ منذ العصور القديمة واستمر في التطور حتى الوقت الحالي. إذا طور الاقتصاديون في العالم نظريات تشرح آلية التجارة الدّولية بدءًا من النَّظريّات التاريخية الرئيسية التي تشرح مفهوم التجارة الدّولية من منظور الدولة والتي تعرف بالنَّظريّات الكلاسيكية، ثم وصولًا إلى النَّظريّات التي تشرح مفهوم التجارة الدّولية من منظور الشركة، والتي يشار إليها بالنَّظريّات الحديثة. ومن هنا عزيزي القارئ سنتحدث اليوم في مقالنا عبر منصة تجارتي عن أبرز نظريات التجارة الدولية  الحديثة والحالية، فتفضل لنبدأ الشرح الشامل والمفيد.

نظريات التجارة الدولية

نظريات التجارة الدولية (بالإنكليزية International Trade Theories): هي النَّظريّات التي تقدم تفسيرات لنمط التجارة الدّولية، والمكاسب التي يتم الحصول عليها من خلالها، وطريقة توزيعها. أما التجارة الدّولية، فهي عملية تبادل السلع والخدمات بين شخصين أو كيانين في بلدين مختلفين. حيث تتم عملية التبادل بين طرفين يرغبان بالحصول على السلع أو الخدمات التي يحتاجونها. إذ توفر التجارة الدّولية طريقة لسد احتياجات الأشخاص والشركات والدول. كما أنها عملية قديمة المنشأ، ومن الأمثلة عليها طريق الحرير الذي كانت تسلكه القوافل من الصين إلى تركيا وكان سبب في ازدهار الحضارات القديمة، كالحضارة الصينية، والرومانية، والمصرية، والهندية. ثم مع تطور التجارة الدّولية ظهرت نظريات لتعبر عنها، وكانت على الشكل التالي:

  • نظريات التجارة الدولية الكلاسيكية (Classical or Country-Based Trade Theories): هي النَّظريّات التي تشرح مفهوم التجارة الدّولية من منظور الدول.
  • نظريات التجارة الدولية الحديثة (Modern or Firm-Based Trade Theories): وتشرح مفهوم التجارة الدّولية من منظور الشركات.

اقرأ أيضًا: ما هي اقتصاديات الحجم؟ تعريف اقتصاديات الحجم وأنواعها بالتفصيل.

نظريات التجارة الدولية الكلاسيكية

وتسمى (بالإنجليزية Classical International Trade Theories) أو (Classical or Country-Based Trade Theories): وهي النَّظريّات التي تفسر التجارة الدّولية من خلال منظور الدولة. وبصورة عامة أبرز النَّظريّات التي تضمها:

النظرية التجارية أو المذهب التجاري

النظرية التجارية أو المذهب التجاري (بالإنجليزية Mercantilism): وهو المذهب الذي تم تطويره في القرن السادس عشر، وينص على أن ثروة الدولة تتحدد من خلال مقدار الذهب والفضة الذي تمتلكه. لذلك اعتبرت النظرية التجارية أن الدولة يجب أن تزيد صادراتها، وتقلل وارداتها من أجل زيادة ثروتها. بمعنى آخر على الدولة أن تحقق فائض تجاري، وتتجنب حصول عجز تجاري. وعلى الرغم من أن النظرية التجارية من أقدم النظريات، لكنها ما زالت تشكل جزءًا من التفكير الحديث. إذ نجد أن أغلب الدول تتبع سياسات وقيودًا حمائية من أجل دعم صناعاتها المحلية وزيادة الصادرات مقابل الواردات.

نظرية الميزة المطلقة

نظرية الميزة المطلقة (بالإنجليزية Absolute Advantage Theory): هي النظرية التي قدمها آدم سميث في كتابه ثروة الأمم في عام 1776م. وتركز على امتلاك دولة ما ميزة مطلقة عندما تنتج سلعة بطريقة أكثر كفاءة وأقل تكلفة من دولة أخرى. كما وجد سميث أن التجارة بين البلدان لا ينبغي تنظيمها وتقييدها من خلال السياسات الحكومية. حيث يجب أن تتدفق التجارة بشكل طبيعي وفقًا لقوى السوق، وهو ما يعني تحرير التجارة. كما قدم فكرة التخصص في الإنتاج، والذي يقود إلى مهارات وكفاءات على مستوى اليد العاملة. هذا ما يجعل الدولة أكثر كفاءة من غيرها من الدول في إنتاج سلعة معينة. بعد ذلك، ومن خلال تشجيع التجارة بين البلدان تتبادل الدول السلع التي تخصصت في إنتاجها. زيادة على ذلك، نصت نظرية آدم سميث على أن ثروة الأمم لا تقاس بالذهب والفضة، إنما من خلال المستوى المعيشي للشعب.

نظرية الميزة النسبية

نظرية الميزة النسبية (بالإنجليزية Comparative Advantage Theory): هي النظرية التي قدمها الاقتصادي الإنجليزي ديفيد ريكاردو في عام 1817م. وتقوم بتصحيح الخلل الذي واجه نظرية الميزة المطلقة. إذ إن بعض البلدان قد لا تمتلك ميزة مطلقة في أي مجال مقابل بلدان أخرى تمتلك ميزة مطلقة في كل المجالات. مع ذلك يبقى تبادل السلع قائمًا بين البلدان من خلال تخصص الدول في إنتاج السلع. فالدولة التي تمتلك الميزة المطلقة في إنتاج عدة سلع عليها أن تركز وتتخصص في إنتاج السلع التي تقدم لها منفعة أكبر، وهكذا تركز النظرية النسبية على الفروقات النسبية في إنتاجية السلع.

نظرية هيكشر أولين

نظرية هيكشر أولين (بالإنجليزية Heckscher-Ohlin Theory): أو نظرية العوامل النسبية وظهرت في أوائل القرن العشرين على يد إيلي هيكشر وبيرتيل أولين كإحدى نظريات التجارة الدولية. وتنص على أن إنتاج وصادرات الدولة يجب أن يعتمد على عناصر الإنتاج المتوفرة ذات التكلفة المنخفضة في الدولة. بينما واردات الدولة تكون من المنتجات ذات التكلفة العالية التي تعتمد على عناصر إنتاج نادرة في الدولة. أما عناصر الإنتاج فتتمثل بالأيدي العاملة، والأرض، ورأس المال، والمعدات الصناعية.

نظرية مفارقة ليونتيف

مفارقة ليونتيف (بالإنجليزية Leontief Paradox): هي النظرية التي ظهرت في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي على يد الاقتصادي ليونتيف. وعرفت بمفارقة ليونتيف لأنها أظهرت نتائج عكسية لنظرية هيكشر أولين. حيث وجد ليونتيف أن الولايات المتحدة الأمريكية تستورد كثيرًا من السلع التي تعتمد على رأس المال الذي تملكه بوفرة. بينما ينبغي وفقًا لنظرية العوامل النسبية أن تصدر هذه السلع وتستورد بدلًا منها سلعًا تعتمد على العمالة الوفيرة.

نظريات التجارة الدولية الحديثة

نظريات التجارة الدولية الحديثة (بالإنجليزية Modern International Trade Theories) أو (Modern or Firm-Based Trade Theories): وهي النظريات التي تعبر عن نمط التجارة الدولية من منظور الشركة. كما أنها ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، وتم تطويرها من قبل الأساتذة في كليات إدارة الأعمال وليس الاقتصاديين. من جهة أخرى، تزامن تطوير النظريات الحديثة مع نمو الشركات متعددة الجنسيات(MNC) بعد أن عجزت النظريات الكلاسيكية القائمة على الدول من معالجة توسع هذه الشركات. أو تفسير مفهوم التجارة داخل الصناعة Intraindustry trade، والذي يعبر عن التجارة بين دولتين في السلع المنتجة لنفس نوع الصناعة. على سبيل المثال، تقوم اليابان بتصدير سيارات Toyota إلى ألمانيا. في نفس الوقت تستورد اليابان سيارات Mercedes-Benz من ألمانيا، هكذا جاءت نظريات التجارة الحديثة لتهتم بالعلامة التجارية، وولاء العملاء، والجودة من أجل فهم التدفقات التجارية بين الشركات في الدول.

"<yoastmark

ما هي نظريات التجارة الدولية الحديثة

تتمثل نظريات التجارة الدّولية الحديثة والحالية ضمن القائمة التالية:

  • نظرية التشابه بين الدول Country Similarity Theory.
  • نظرية دورة حياة المنتج Product Life Cycle Theory.
  • نظرية التنافس الاستراتيجي العالمي Global Strategic Rivalry Theory.
  • نظرية الميزة التنافسية المحلية National Competitive Advantage Theory.
  • نظرية التجارة الدولية الجديدة New International Trade Theory.

نظرية التشابه بين الدول

نظرية التشابه بين الدول (بالإنجليزية Country Similarity Theory): هي النظرية التي طورها الاقتصادي السويدي ستيفان ليندر في عام 1961م. محاولًا أن يشرح مفهوم التجارة داخل الصناعة Intraindustry trade، قال إن المستهلكين في البلدان التي تشهد نفس التطور سيتشابهون في تفضيلاتهم. بمعنى آخر عندما يكون للمستهلكين في دولتين نفس الدخل ونفس المستوى المعيشي، سيحصل التبادل التجاري بينهما. وهكذا اقترح ليندر على الشركات في الدول أن تقوم بالإنتاج بغرض الاستهلاك المحلي ثم يقومون بعملية استكشاف لإيجاد أسواق في بلدان أخرى، بحيث تكون مشابهة للأسواق المحلية من حيث تفضيلات العملاء. هذا يوفر للشركات احتمالات كبيرة للنجاح. وفي الواقع تعتبر هذه النظرية ناجحة ومفيدة للغاية عندما تكون العلامة التجارية وسمعة المنتج، من العوامل الأساسية التي تصنع قرار الشراء لدى المستهلك.

اقرأ أيضًا: ما هي وفورات الحجم؟ تعريف مصطلح وفورات الحجم وأنواعه وإيجابياته.

نظرية دورة حياة منتج

نظرية دورة حياة منتج (بالإنجليزية Product Life Cycle Theory): هي واحدة من نظريات التجارة الدولية الحديثة التي طورها ريموند فيرنون، الأستاذ في كلية هارفرد للأعمال خلال ستينيات القرن الماضي، ردًّا على فشل نظرية هيكشر أولين في شرح النمط الملحوظ للتجارة الدولية. وتنص هذه النظرية التي نشأت في مجال التسويق على أن دورة حياة المنتج تمر بثلاث مراحل هي:

مرحلة المنتج الجديد New Product Stage

وهي المرحلة الأولى في دورة حياة المنتج. حيث افترضت النظرية ما يلي:

  • تبدأ المرحلة بإنتاج منتج جديد وطرحه في السوق، الذي سيكون عبارة عن سوق صغير. أما مبيعات المنتج فستكون منخفضة في البداية.
  • من جهة أخرى سيتم إنتاج المنتج بالكامل في الدول التي قامت بابتكاره وهي الدول المتقدمة. حيث ستأتي جميع أجزاء المنتج والعمالة المرتبطة به من موطن الابتكار الأصلي.
  • كما تتضمن هذه المرحلة تعريف العملاء بالمنتج والتسويق له، عبر اتباع استراتيجيات التسويق المختلفة.
  • أيضًا تكون المنافسة منخفضة في هذه المرحلة أو شبه معدومة.  ذلك لأن المنافسين ينشغلون بإلقاء النظرة الأولى على المنتجات الجديدة.
  • على الرغم من ذلك، تعاني الشركات في كثير من الأحيان خلال هذه المرحلة من انخفاض قيمة المبيعات كون استراتيجية المبيعات المتبعة تكون قيد التقييم.
  • هذا ومع حجم المبيعات المنخفض ستحافظ الشركات على التصنيع محليًا.
  • ثم مع زيادة المبيعات، ستبدأ الشركات في تصدير البضائع إلى دول مختلفة من أجل زيادة الإيرادات والمبيعات.

مرحلة نضج المنتج maturing product Stage

تعتبر مرحلة النضج في دورة حياة منتج هي المرحلة الأكثر ربحية وينتقل إليها المنتج عندما يحقق النجاح، وأبرز ما تتضمنه هذه المرحلة ما يلي:

  • ينتقل المنتج إلى هذه المرحلة عندما يمتلك شهرة وشعبية، ويصبح عليه طلب في الدول المتقدمة.
  • تنخفض تكاليف إنتاج المنتج بعد أن يتشبع السوق به، حيث ستحتاج الشركة المصنعة إلى افتتاح مصانع في الدول التي تحقق طلبًا عاليًا على المنتج.
  • هكذا ستنخفض تكاليف العمالة وتكاليف التصدير. وبالتالي تنخفض تكاليف الوحدة وتزداد الإيرادات.
  • من الممكن أن تشمل هذه المرحلة تطوير المنتج، إذ سيستمر الطلب على المنتج في الارتفاع خلال هذه المرحلة.
  • حتى أن الطلب يكون متوقعًا من الدول الأقل تقدمًا.

مرحلة المنتج المعياري standardized product

وهي المرحلة الثالثة وفقًا لنظرية دورة حياة منتج. وتتضمن ما يلي:

  • تبدأ في هذه المرحلة الصادرات إلى الدول المتقدمة والنامية.
  • كما أن منافسة المنتجات الأجنبية ستصل إلى أعلى مستوياتها، وذلك لأن المنتج سيبدأ في فقدان سوقه.
  • أيضًا سيبدأ الطلب في دولة المنشأ أو الابتكار بالانخفاض، حتى يتضاءل في النهاية عندما يطرح منتج جديد في السوق ويجذب العملاء.
  • هكذا تكون قد انتهت دورة حياة المنتج بالكامل. ثم تبدأ دورة حياة المنتج الجديد.

من الجدير بالذكر أن نظرية دورة حياة منتج لم تكن قادرة على تفسير أنماط التجارة الدولية الحالية. وذلك أن الابتكار والتصنيع يتم في دول العالم المختلفة المتقدمة منها والنامية. على سبيل المثال نجد أن الشركات العالمية تجري أبحاث السوق في البلدان النامية التي تتميز بانخفاض تكلفة الإنتاج، المتمثلة بالعمالة والموقع أو الأرض.

اقرأ أيضًا: شرح معنى دورة حياة منتج نظرة عامة على مراحل دورة حياة المنتج.

نظرية التنافس الاستراتيجي العالمي

نظرية التنافس الاستراتيجي العالمي (بالإنجليزية Global Strategic Rivalry Theory): هي النظرية التي ظهرت في الثمانينيات من القرن الماضي بالاستناد إلى عمل الاقتصاديين بول كروغمان وكلفن لانكستر. أما أبرز ما تضمنته فكانت النقاط التالية:

  • كان تركيز نظرية التنافس الاستراتيجي العالمي على الشركات متعددة الجنسيات، والجهود التي تبذلها لمنافسة الشركات العالمية.
  • حيث ستسعى الشركات الجديدة لتطوير واكتساب مزايا تنافسية لتتغلب على الشركات الأخرى.
  • كما ستحاول تذليل العقبات التي تواجهها عند محاولتها الدخول إلى سوق جديد، أو صناعة جديدة، وذلك من خلال ما يلي:
    • البحث والتطوير.
    • امتلاك حقوق الملكية الفكرية.
    • المعايير الاقتصادية.
    • عمليات أو طرق تجارية فريدة.
    • إلى جانب ذلك، خبرة واسعة في الصناعة.
    • بالإضافة إلى السيطرة على الموارد، أو الوصول الملائم إلى المواد الخام.

نظرية الميزة التنافسية المحلية

نظرية الميزة التنافسية المحلية (بالإنجليزية National Competitive Advantage Theory): وهي من نظريات التجارة الدولية الحديثة والحالية، التي طورها مايكل بورتر في كلية هارفرد للأعمال في عام 1990م. إذ كانت نموذجًا جديدًا يشرح الميزة التنافسية المحلية أو الوطنية، وأبرز ما تضمنته كان على الشكل التالي:

  • القدرة التنافسية لأي دولة في أحد مجالات الصناعة يتعلق بقدرة الدولة على الابتكار وخلق أفكار جديدة.
  • كما ركزت النظرية على شرح الأسباب التي تجعل بعض الدول قادرة على المنافسة في صناعات معينة.
  • حيث حدد بورتر أربعة عوامل مرتبطة ببعضها وهي المسؤولة عن القدرة التنافسية للدولة، وتتمثل بما يلي:
    • موارد وقدرات السوق المحلي من حيث توافر المواد الخام والقدرة على الاستغلال الأمثل لها.
    • ظروف الطلب على السلعة في السوق المحلية.
    • الموردون المحليون والصناعات التكميلية.
    • خصائص الشركة المحلية.

 نظرية التجارة الدولية الجديدة

نظرية التجارة الدولية الجديدة (بالإنجليزية New International Trade Theory) واختصارها (NTT): هي نظرية اقتصادية تم تطويرها في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي؛ لتكون وسيلة للتنبؤ بأنماط التجارة الدولية. ويمكن تلخيص أهم ما تضمنته نظرية التجارة الجديدة على الشكل التالي:

  • تشرح النظرية سبب التجارة الدولية بين بلدين في السلع والخدمات المتماثلة. على وجه الخصوص، تدرس هذه النظرية التجارة الدولية في القطاعات الاقتصادية الرئيسية، مثل: الإلكترونيات، والسيارات، والمواد الغذائية. على سبيل المثال، نجد أن بعض الدول تنتج أجهزة إلكترونية لوحية، وفي نفس الوقت تستورد أجهزة إلكترونية لوحية مصنعة في بلدان أخرى.
  • على عكس نظريات التجارة الدولية الكلاسيكية التي اهتمت بالعوائد القياسية الثابتة، والفروق الإنتاجية، أظهرت نظرية التجارة الجديدة أن العوائد المتزايدة يمكن أن تدفع التدفقات التجارية بين البلدان المتشابهة دون وجود اختلافات في الإنتاجية.
  • حيث يبقى الحافز موجود لدى البلدان المتشابهة لتتبادل السلع فيما بينها. وذلك من خلال تركيز الصناعات في بلدان محددة على منتجات متخصصة، مما يحقق لها وفورات في الحجم في تلك المنتجات.
  • ثم بعد ذلك تقوم البلدان بتبادل السلع التي تخصصت في إنتاجها والتي تمتلك منها وفورات في الحجم.
  • كما استخدم بعض المنظرين مفهوم التجارة الدولية الجديدة؛ ليقول إن التدابير الحمائية المطبقة من أجل بعض الصناعات الواعدة يسمح ببناء قاعدة صناعية كبيرة.
  • بالإضافة إلى ذلك، تركز نظرية التجارة الجديدة على الاتجاه المتزايد للسلع الوسيطة. هذا الاتجاه الذي يؤكد على اختلافات مستوى الشركات في نفس الصناعة ونفس البلد. كما يطلق على هذا الاتجاه NNTT. ويؤكد على أهمية فهم التحديات والفرص التي تواجهها البلدان في عصر العولمة.

التجارة في المنتجات الوسيطة

التجارة في المنتجات الوسيطة (بالإنجليزية Trade in intermediate products): هي ظاهرة بارزة في التجارة الدولية، ويتضمن التجارة في السلع، والخدمات الوسيطة لإنتاج السلع بشكلها النهائي. إذ تشير إحدى الدراسات التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أن المدخلات الوسيطة تمثل نسبة 56% من تجارة السلع ونسبة 73% من تجارةالخدمات. إذ جاءت هذه النسب نتيجة لتجزئة الإنتاج. الأمر الذي يؤدي إلى زيادة أهمية الاستعانة بالمصادر الخارجية، والذي بدوره يساعد على خفض تكاليف التجارة. كما أنها إحدى القوى الدافعة باتجاه العولمة. كما ترتبط التجارة الوسيطة بالعديد من المفاهيم، مثل: التجارة في القيمة المضافة trade in value added، وسلاسل القيمة العالمية global value chains، والتجارة في المهام trade in tasks.

اقرأ أيضًا: بحث شامل حول التسويق | بحث عن التسويق وأنواعه وأهميته في الشركات.

نظريات التجارة الدولية في المنتجات الوسيطة

يمكن أن نلخص مجموعة النظريات التي حاولت تفسير التجارة الدولية في المنتجات الوسيطة على الشكل التالي:

  • ركزت نظرية التجارة الجديدة على هذا الاتجاه؛ لكنها لم تستطع تفسيره.
  • إنما تمت دراسة التجزئة للمرة الأولى من قبل رونالد جونز وهنريك كيرزوفسكي في عام 1990م، حيث قاما بإيضاح أهمية التجزئة في خفض تكاليف الخدمة.
  • ثم قدم يوشينوري شيوزاوا في عام 2017م، تفسيرًا جديدًا لانخفاض تكاليف التجارة بانخفاض تكاليف النقل؛ لكنه لم يشرح كيفية ظهور نمط التخصص.

نظريات التجارة الدولية الحالية والسائدة

بصورة شاملة إن نظريات التجارة الدولية الكلاسيكية منها والحديثة، والتي تحدثنا عنها في الفقرات السابقة، جميعها نظريات ساعدت الاقتصاديين وحكومات الدول والشركات على الفهم الصحيح للتجارة الدولية، ومعرفة سبل تطويرها، وتعزيزها، وإدارتها، وتنظيمها. لكن عليك عزيزي القارئ أن تعلم ما يلي:

  • جميع النظريات السابقة هي نظريات صحيحة في مواضع وظروف كثيرة تتعرض لها البلدان. لكن الأحداث الاقتصادية على أرض الواقع قد تتعارض أحيانًا مع جميع هذه النظريات.
  • كما أن البلدان لا تتمتع بالمزايا المطلقة في كثير من مجالات الإنتاج أو الخدمات. أيضًا لا يتم توزيع عوامل الإنتاج بشكل دقيق بين البلدان التي يكون لديها فائدة غير متناسبة لبعض عوامل الإنتاج.
  • على سبيل المثال، لدينا الولايات المتحدة الأمريكية والتي تتميز بما يلي:
    • تمتلك أراضي واسعة وصالحة لزراعة أصناف متنوعة من المنتجات الزراعية.
    • بالإضافة إلى ذلك تمتلك رأس المال بشكل وفير.
    • من جهة أخرى تمتلك عمالة قد تكون الأفضل في العالم. وذلك على الرغم من أنها ليست الأرخص.
    • هكذا تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية عوامل إنتاج مميزة ساعدتها؛ لتكون أكبر وأغنى الاقتصادات في العالم.
    • لكن ومع كل ذلك، تستورد الولايات المتحدة الأمريكية للاستهلاك المحلي عددًا كبيرًا من السلع والخدمات، وبأحجام هائلة مصنعة في البلدان التي تمتلك مزايا نسبية وأبرزها العمالة الرخيصة.
  • من خلال ما سبق، يمكننا القول إنه لا يوجد نظرية واحدة سائدة في العالم في مجال التجارة الدولية في الوقت الحالي. حيث تستخلص الشركات والحكومات ما يناسبها من نظريات التجارة الدولية؛ لتشكل مزيجًا يساعدها على تطوير استراتيجياتها المتبعة.
  • أيضًا وكما شهدت نظريات التجارة الدولية تطورات كبيرة في القرن الماضي، لا بد لها أن تستمر في التطور لتتكيف مع تأثير العوامل المستجدة على التجارة الدولية.

"<yoastmark

 الأسئلة الشائعة؟

ما هو الفرق بين التجارة الدولية والتجارة الخارجية؟

التجارة الدولية هي عملية تبادل السلع والخدمات عبر الحدود الوطنية للبلدان من خلال الاستيراد والتصدير. فهي مجموعة العمليات التجارية بين مجموعة من الدول. كما تشكل نسبة عالية من الناتج المحلي الإجمالي لمختلف الدول. بينما التجارة الخارجية فهي حركة السلع والخدمات وتدفق رأس المال بين الدول. بالإضافة إلى العمليات التجارية المرتبطة بهذا التدفق مثل النقل والتأمين.

ما هي نظريات التجارة النيوكلاسيكية؟

هي النظريات التي تعبر عن الفكر النيوكلاسيكي الذي ظهر في القرن التاسع عشر وساهم فيه اقتصاديون كثر. كان أبرزهم ألفريد مارشال وفيسكر وكلارك. كما تركز في التحليل الذي تستخدمه على التكاليف المتزايدة وعوامل الإنتاج. إلى جانب العمالة واعتبارات الطلب. أما تطبيقات هذه النظرية والتعديلات اللاحقة لأفكارها شكلت أساس النظريات الحديثة للتجارة الدولية.

ما هي النظريات الكلاسيكية للتجارة الخارجية؟

هي النظريات التي تساعد في تنظيم وتطوير التجارة الخارجية وأهمها نظرية التكلفة المطلقة، ونظرية التكلفة النسبية، ونظرية القيمة الدولية، ونظرية الطلب المتبادل.